جوزيف بلانك، العالم الأسكتلندي البارز، كان من بين العلماء الذين لاحظوا في فترة سابقة أن المواد المختلفة تتطلب كميات متفاوتة من الحرارة لرفع درجة حرارتها إلى نفس المستوى، عندما يتعلق الأمر بكميات متساوية من المادة، وذلك خلال نفس الفترة الزمنية. استناداً إلى هذه الملاحظة، وضع بلانك مفهوم الحرارة النوعية.
الحرارة النوعية هي الكمية من الحرارة المطلوبة لرفع درجة حرارة واحد غرام من المادة بدرجة مئوية واحدة. وتكون وحدة قياس الحرارة النوعية عادةً في السعرات الحرارية لكل غرام لكل درجة مئوية، أو في الجول لكل غرام لكل درجة مئوية.
تكمن أهمية فهم الحرارة النوعية في فهم كيفية استجابة المواد للتغيرات في درجات الحرارة. فعلى سبيل المثال، المواد ذات الحرارة النوعية العالية يمكنها استيعاب كميات كبيرة من الحرارة دون تغيير درجات حرارتها بشكل ملحوظ، بينما تحتاج المواد ذات الحرارة النوعية المنخفضة إلى كميات أقل من الحرارة لتحقيق تغير ملحوظ في درجات حرارتها.
أقرأ أيضا: نقل اثاث بالرياض
مفهوم الحرارة النوعية له تطبيقات واسعة في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية. ففهم الحرارة النوعية يساعد في تصميم وتطوير المواد الجديدة، بالإضافة إلى تحسين العمليات الصناعية وتطبيقات الطاقة. على سبيل المثال، يمكن استخدام مفهوم الحرارة النوعية في تصميم نظم التبريد والتدفئة لضمان كفاءة أكبر في استخدام الطاقة.
بهذه الطريقة، فإن فهم الحرارة النوعية يعتبر أمراً بالغ الأهمية في العلوم الطبيعية والهندسية، حيث يسهم في تحسين العمليات وتطوير التقنيات الحديثة، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين جودة الحياة وتطوير المجتمعات بشكل عام.
السعة الحرارية
لفهم مفهوم الحرارة النوعية بشكل كامل، يتعين النظر أيضًا إلى مفهوم السعة الحرارية. السعة الحرارية هي النسبة التي تحدد كمية الحرارة المطلوبة لرفع درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة، وتختلف هذه النسبة باختلاف كمية المادة. بينما يتم استخدام مصطلح الحرارة النوعية أو سعة الحرارة النوعية عند التفكير في كميات محددة من المادة.
تتأثر السعة الحرارية للمواد بعدة عوامل، مثل الضغط والحجم ودرجة الحرارة. عندما يتم إضافة الطاقة الحرارية لمادة ما أو سحبها منها، يتغير درجة حرارتها بناءً على سعتها الحرارية، ولكن هذا التغيير ليس متساوياً لجميع المواد.
فمثلاً، إذا تمت إضافة كمية معينة من الطاقة الحرارية إلى كوب ماء وكوب معدن، فإن الكوب المعدني سيسخن بشكل أقل من الكوب المملوء بالماء، بسبب اختلاف السعة الحرارية بينهما. فالماء يتطلب كمية أكبر من الطاقة لرفع درجة حرارته مقارنة بالمعدن.
تُعرف السعة الحرارية بمعادلة تعبر عن كمية الطاقة الحرارية المطلوبة لرفع درجة حرارة جسم ما بدرجة واحدة. ويتم حساب هذه السعة بالتالي:
أقرأ أيضا: تخزين اثاث بالرياض
التغير في الطاقة الحرارية = (السعة الحرارية) × (التغير في درجة الحرارة)
حيث يُقاس السعة الحرارية بالسعرات الحرارية أو الجول لكل درجة مئوية.
بهذه الطريقة، فهم الحرارة النوعية والسعة الحرارية يساعد في فهم كيفية تفاعل المواد مع الحرارة، ويسهم في تطوير التقنيات والعمليات الصناعية بشكل فعال، مما يسهم في التقدم العلمي والتكنولوجي.
الحرارة النوعية لمواد مختلفة
عندما نقسم السعة الحرارية لجسم ما على كتلته، نحصل على ما يُعرف بالحرارة النوعية لهذا الجسم. يُلاحظ أن الحرارة النوعية لا تعتمد على حجم الجسم أو شكله، بل تتوقف على نوع المادة التي يتكون منها الجسم. على سبيل المثال، يُعتبر الماء من الأمثلة على المواد التي لها حرارة نوعية عالية، حيث تكون قيمتها 1 سعرة حرارية لكل جرام لكل درجة مئوية، أو ما يُعادل 4186 جول لكل كيلوجرام * درجة مئوية.
أقرأ أيضا: تخزين عفش بالرياض
تطفو قطع الجليد على سطح الماء بسبب خاصية مثيرة للاهتمام، وهي أن حجم الماء يتغير عندما يتجمد. تقلبات في درجة حرارة الماء تؤثر على حرارته النوعية، ويتغير هذا التأثير عندما تصل درجة حرارته إلى قرب الصفر مئوية.